الجالية السورية في الصين

نبيل خير الله صاحب شعار سوري وافتخر مغترب سوري ونموذج مشرّف

نبيل خير الله مغترب سوري ونموذج مشرّف

متابعة هناء صالح – البلاد
للسوريين دائما بصمتهم وتميزها ليكونوا مثالا يحتذى به ونموذج لكل سوري مثابر ومبدع ….. بحكاية اليوم نتعرف على قصة مغترب بالصين ومغتربة بكندا نقلوا أصالة وعراقة السوريين ببلاد الاغتراب .

نبيل خير الله سوري نافس الصينين في بلادهم صاحب شعار سوري وافتخر أهلا ومرحبا بك لنتحدث عن مسيرتك المهنية، ولماذا اخترت الصين كبلد للاغتراب؟
– منذ زمن بعيد وأنا أرى مستقبل واعداً للصين وأنها ستتحول لمصنع العالم وهذه الرؤية تحققت ونلمسه اليوم.

تجربتك الاغترابية متى اغتربت عن سورية وماهي البداية؟
وما الصعوبات والتحديات التي واجهتها في بداية سفرك للصين؟
– البداية كانت صعبة: حاجز اللغة، مجتمع مختلف ، اسلوب حياة مختلف.. لكن حين اقتربت من الصينيين وفهمتهم اكتشفت انهم يشاركوننا كثيرمن الطباع والقيم الاجتماعية كالولاء للأسرة والاهتمام بالوالدين وكبار السن، والكرم بالواجبات الاجتماعية.. و يعجبني دعم الحكومة الصينية لهذه القيم فمثلاً يمكن للابن تسجيل رقم والديه بشركة الاتصالات ليتصل بهم من الموبايل مجاناً باي وقت، كما أنهم يعلنون عن تخفيضات كبيرة على اسعار وسائل النقل ليسمحوا للأسر بالتلاقي.

اسست مصنعاً للألبسة الجاهزة في الصين وتفوقت رغم قوة المنافسة فماهي هو السر؟
– لاشك ان النجاح هو توفيق من الله عز وجل ولكن على الانسان ان يبحث عن النجاح ويتحمل وعورة الطريق ويتجنب الطرق السهلة.
نحن السوريين لدينا تفوق تاريخي في صناعتيّ الأقمشة والألبسة وهذا قدّم رافعة اضافية لعملي.
حين درست السوق الصيني وجدت ان الجميع يركز على المنتج الرخيص وحصر المنافسة بالسعر، لذا خالفت السوق و ركزت على الجودة أولاً بسعر معتدل وهذا ما حقق لي مكانة مميزة فغزت منتجاتنا الوطن العربي و وصلت لأوروبا.
وهنا اسمحي لي أن أوجه نصيحة للقارئ مني … من رجل اختبر الحياة:
اترك شيئاً من عملك لله، اجعل الفقراء شركاء لك بارباح عملك وسيبارك لك الله رزقك أضعافاً مضاعفة.

عدت الى سورية بعد كل النجاح الذي حققته في الصين، مالذي دفعك للعودة؟
– أنا ابن هذا البلد، أعشقها ولدت هنا و أريد أن أقضي بقية عمري هنا، طوال فترة غربتي لم أتمكن من الابتعاد عن سورية أكثر من ستة أشهر حيث كنت أزورها حتى بسنوات الحرب ، وحين شعرت أن علي التقاعد تركت إدارة المصنع لابني الذي أدخل عليه تحديثات كبيرة وعدت لسورية عشقي الكبير.

ماهي القيم التي نجحت بنقلها للصينيين الذين التقيت بهم؟
– الاتقان، كنت دوماً ألح على الاتقان بالعمل.

ماهي التجربة أو القيم التي تتمنى أن تنقلها لسورية؟
– اتقان العمل والابتعاد عن المنافسة بالسعر، سورية بلاد خير وهذا انعكس على منتجاتها فهي تمنح المنتج كفايته دون أي تبذير، لكن ما أراه اليوم من محاولات لصنع الأرخص والغش أمر محزن.
قرات مرة على صفحة صديقي رئيس الجالية السورية في الصين فيصل العطري قصة مفيدة أنقلها عنه:
في بداية القرن الماضي حدث شح بمادة الفستق الحلبي فتاثرت صناعة حلويات “المبرومة” التي تستهلك كمية كبيرة من الفستق فقاموا بخلط الفستق بالقشطة بما يعادل قيمة الفستق وأطلقوا عليها اسم المغشوشة، ولاقت رواجاً ولازالت موجودة حتى اليوم، أي انهم لم يلجأوا للغش بل أعطوا الزبون حقه تماماً.

ماهي نصيحتك للشباب السوري؟
– الحياة في الغربة ليست كما تظنون، وطريق النجاح أصعب مما تتخيلون حين تسمعون قصة نجاح في المغترب هناك الاف قصص الفشل التي لم تسمعوا بها فالناس تسمع صوت النجاح. لذلك ركزوا للعمل في بلادكم، الفرص في سورية تستحق النظر لكنها بحاجة لمن يبحث عنها ويكتشفها.
قصة أود أن أذكرها: حين عدت لسورية تعرفت على شباب كيميائي ترك العمل بمصنع صابون وكان محطما يسيطر عليه الياس ويرجوني ان اجد له عملا في الصين فنصحته أن يصنع بمنزله صابون طبي خاص لذوي البشرة الحساسة وفعلا قدم لي عينة ممتازة ولكن شكلها لم يكن جميلاً فتعاونا حتى اصبحت جميلة وصممنا غلافا بسيطا وجميلاً.
صنع كمية صغيرة وعرضها على صفحته بمساعدة اصدقاءه وصادف وجود تاجر عراقي اعجب بها فطلب كمية، وتحول الشاب اليائس لصاحب مشروع واعد.

كلمة أخيرة لمن توجهها؟
-أوجههأ للشباب السوري وأقول لهم :ركزوا على مستقبلكم واكتشفوا امكانياتكم ولا تبحثوا عن الطرق السهلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى